الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد فأبدأ بتوجيه التحية لأعضاء ومشرفي واداريي المنتدى العزيز و إسمحوا لي أن أتناول في مقالي هذا الموضوع الأهم الذي يشغل بال كل مدريدي بل ومعظم المهتمين بكرة القدم في العالم وهو شوستر المدرب الحالي للريال.
لم أجد موضوعاً استحوذ على إهتمام الأعضاء واختلفت فيه الأاراء مابين مؤيد ومعارض له مثل موضوع مدرب الريال شوستر فقررت أن أدلو فيه برأيي بعيداً عن أي عواطف أو تحيز.لنبدأ الحكاية من البداية ،
أولاً : كيف تختار الإدارة المدرب ؟! لاشك أن الإدارة عندما تبحث عن مدرب تقوم بدراسة السير الذاتية للمدربين ومن ثم تفضيل إحداها على أن تكون مؤهلات المدرب مناسبة وأسلوبه مناسب للفريق وكذلك قادر على تحقيق ماهو مطلوب منه من بطولات !!فما هي السيرة الذاتية للسيد شوستر؟ الرجل قام بتدريب عدد من أندية الدرجة الثانية في ألمانيا وكذلك درب شاختار الأوكراني وخيريز من الدرجة الثانية في أسبانيا ثم ليفانتي وجيتافي ، ولم يحقق أي بطولة مع هذه الفرق بل أكثر ما حققه هو المركز الثاني مع جيتافي !!ماهي خبرة الرجل أوربياً كمدرب ؟ باعتبار أن الريال أحد أهدافه هو الفوز بدوري الأبطال ، طبعاً الإجابة معروفة وهي أن الرجل ليس لديه خبرة أوربية !!هذه هي مؤهلات الرجل التي لاتؤهله أبداً لتدريب الريال C أوحتى كاستيا !! فهل لمجرد أن جيتافي هزم برشلونة العام الماضي في الكأس وقدم بعض المباريات الجيدة يتم اختيار شوستر كمدرب لنادي القرن !!! إذا كان هذا هو المقياس فمدرب جيتافي الحالي أفضل بكثير فالرجل على مشارف نهائي كأس أسبانيا وهزم الريال وبرشلونة وإشبيلية في الدوري وقدم مباريات جيدة بل وصل إلى الدورربع النهائي في كأس الإتحاد الأوربي وعلى حساب فرق كبيرة أخرها بنفيكا الذي فاز عليه جيتافي ذهاباً وإياباً !!
إذن شوسترلم يكن مؤهلاً لقيادة الريال ، ومع ذلك تم اختياره لتدريب الريال وهو ليس خطئه بل خطأ الإدارة !! التي لم تحسن الاختيار !! البعض قد يقول وهل كل مدرب ولد وهو فائز بالبطولات ؟!! نعم البطولات قد تأتي مع مرور الزمن لكن مدرب فريق مثل الريال لابد أن يكون مدرب بطولات حتى يكون معتاداً على اللعب تحت ضغط الجماهير والنقاد والظروف المختلفة !! كما أن مدرب البطولات لايكون أمامه سوى هدف واحد وهو الفوزفقط ، بعكس المدرب الذي لم يتعود على اللعب تحت الضغط فالهزيمة موجودة دائماً في قاموسه لأنه تعود على تدريب فرق تنافس على مراكز في وسط الجدول أو الهروب من المؤخرة، وعلى ذلك لم أستغرب أن يقوم شوستر بتهنئة لاعبيه وتحيتهم على هزيمتهم وخروجهم أمام روما !!!!!!!!!!!!!
ثانياً : ماهي وظيفة المدرب ؟ وظائف المدرب كثيرة ولكني سأركز على وظيفتين رئيستين من وظائفه وهما :-
1-اختيار قائمة اللاعبين التي سيعتمد عليهم في الموسم مع امكانية تعديلها في فترة الانتقالات الشتوية حسب احتياجات الفريق والظروف التي يمر بها وتقديم طلباته للإدارة باحتياجاته من اللاعبين للتعاقد معهم ، واكتشاف بعض اللاعبين الجيدين في فريق الشباب وكاستيا وتصعيدهم للفريق الأول !! فماذا فعل شوستر ؟ قائمة الريال الحالية لاتدل على أن شوستر مدرب جيد ، الرجل لم يطلب ولم يتعاقد مع مهاجمين مميزين !!؟ وقد يتسائل البعض ولماذا نحتاج مهاجمين ؟!! لإن كل مهاجمي الريال الموجودين حالياً هم من النوعية التقليدية أي مهاجمي الصندوق !! أي المهاجم الذي ينتظر كرة في منطقة الجزاء لإحراز هدف سواء بالرأس أو القدم ، لايوجد مهاجم قوي البنية سريع مهاري يستطيع أن يراوغ أكثر من لاعب ويسجل او أن يزعج الدفاع أو حتى يمكنه من إيجاد الحل الفردي في حالة عقم خط الوسط عن إمداد المهاجمين بالكرات ، لم ينتبه الرجل إلى كبر سن نستلروي وراؤول وبطئهم بل أن نستلروي الذي قدم موسماً ممتازاً العام الماضي يبدو أنه كان موسماً إستثنائياً ، فاللاعب أصبح كثير الإصابات وأنخفض مستواه هذا العام ، كما أنه معلوم لكل مبتدئ أن كبر سن اللاعب يجعل تعافيه من الإصابة يأخذ وقتاً أطول بكثير ، إذن مع من تعاقد الريال ؟ مع سافيولا !! الذي هو نفس نوعية راؤول ونستلروي وهيجوين وزاد الطين بلة بإستعادة سولدادو ليكون جميع اللاعبين في خط الهجوم صورة كربونية للمهاجم التقليدي !! ولك أن تقارن عزيزي القاريء مهاجمي الريال بمهاجمي الفرق الأخرى أمثال كريستيانو رونالدو وتوريس وويان روني وميسي وايتو وإبراهموفيتش ودروجبا وهنري وايتو وغيرهم من المهاجمين في أوربا لتعرف حجم مشكلة !! وماذا فعل شوستر لتدارك المشكلة في الانتقالات الشتوية ؟! لم يأتي بأحد !!
وإذا انتقلنا إلى باقي الخطوط نرى أن الريال كان في حاجة للاعب وسط مدافع مميز في ظل تردي مستوى ديارا وقلة خبرة جاجو ، فهل تعاقد شوستر مع أحد في الشتاء ؟ !! لم يحدث !! ولم يطلب !! أين صانع الألعاب في ظل مزاجية وبطء جوتي وتذبذب مستواه من مباراة لأخرى ، وكذلك ماذا فعل شوستر بالنسبة لباقي المراكز ؟؟؟!! الرجل وافق على انتقال سيسينهو وأبقى سلجادو !! وترك لوبيزالشاب المتألق بشدة مع فياريال حالياً وأتى بدوديك العجوز ، بل ترك رييس الذي كان قد تأقلم مع الريال وأحضر اللاعب الزجاجي روبين والمندفع قليل الخبرة درينتي ، بل ترك لاعبين يتألقون بشدة مع أنديتهم حالياً أمثال ديلاريد و جرانيرو، وعموماً الريال لم يأتي بأي صفقة مميزة طوال العام غير بيبي وربما روبين إذا كان سليم !! بل هل إكتشف شوستر أي لاعب جديد من فرق الريال المختلفة ؟!! كما فعل كابيلو العام الماضي عندما اكتشف توريس !! لم يحدث !!والوحيد الذي أخذ فرصته قليلاً هو بالبو !! لاأريد أن أتكلم أكثر من ذلك عن اللاعبين فالموضوع يحتاج إلى مقال مخصوص ، لكن الرجل أثبت أنه لايستطيع أن يختار القائمة الصحيحة للفريق وليس له قدرة على التقييم والحكم على اللاعبين ولايسطيع أن يحدد احتياجات الفريق الفعلية طوال الموسم !!!
2- من وظيفة المدرب إختيار التشكيل المناسب لكل مباراة وإدارة المباريات بما في ذلك تغيير مراكز اللاعبين داخل الملعب وإجراء التغييرات المناسبة حسب ظروف وسير كل مباراة :لقد ابتدع السيد شوستر في البداية موضوع المداورة بين اللاعبين مما أثر على انخفاض مستوى بعض اللاعبين الذين بدأو الموسم بقوة مثل شنايدر الذي جلس احتياطياً لمجرد تألق جوتي في مباراة أو اثنتين كما أن كثرة التغيير تؤدي إلى قلة التجانس بين اللاعبين ، كما وجدنا السيد شوستر يقوم بتغيير أماكن بعض اللاعبين ليلعبوا في غير أماكنهم مثل باتيستا الذي لاتجد له مكاناً محدداً مرة يلعب في مركز لاعب الوسط المهاجم ومرة صانع لعب ومرة وسط مدافع ومرة مهاجم مما أدى إلى تذبذب مستواه ، رغم أن الفرصة كانت ممتازة لإعطاء هذا اللاعب فرصته لكي يلعب مهاجم بدلاً من راؤول أو مكان نستلروي أثناء إصابته وهو نفس مركزه الذي أبدع فيه في أشبيلية وكان أحد هدافي الليجا !!، سيقول أحد القراء الآن ألم يعطي شوستر الفرصة لروبينيو ليتألق من جديد مع الريال !! الذي حدث هو أن روبينيو جاء من كوبا أمريكا وهو في قمة مستواه بعد حصوله على لقب الهداف وأفضل لاعب !!
نأتي إلى أهم نقطة وهي إدارة المباريات أوcoaching أو الكتشنة كما يقولون فهذه الجزئية هي التي تفرق بين مدرب عادي ومدرب كبير ، لنرى ماذا فعل السيد شوستر بتغييراته وإداراته للمباريات .
أولاً: تغييرات شوستر غير مثمرة ومتأخرة جداً وتأتي بعد خراب مالطة كما يقولون
ثانياً : نادراً مانرى تغيير لمراكز اللاعبين في الملعب ماعدا في بعض المباريات القليلة تجد روبينيو يتحرك من اليمين إلى اليسار أو العكس وكذلك يفعل روبين أودريتني
ثالثاُ : وهو الأهم الرجل غير قادر على تغيير نتيجة أي مباراة والعودة بالريال بالمباراة إذا تأخر في النتيجة ، ففي ما عدا مبارة اتليتكو في بداية الموسم التي فاز بها الريال عن طريق ضربة حرة تم تمريرها من جوتي إلى شنايدر وكذلك مبارة ريكراتيفو التي فاز بها الريال بسبب طرد لاعب ريكراتيفو والحل الفردي عن طريق روبينيو وأخيراً مباراة اسبانيول التي فاز بها الريال عن طريق ضربة جزاء لراؤول ، نجد أن الريال انهزم حتى الآن في 13 مباراة لم يستطع أن يعود فيها الريال ويقلب تأخره إلى فوز ، فالريال انهزم في مباراتي السوبر أمام إشبيلية ، وانهزم في مباراتي الكأس أمام مايوركا وانهزم في الدوري أمام اسبانيول وإشبيلية والمريا وبيتيس وجيتافي وديبورتيفو وانهزم في دوري الأبطال أمام بريمن وروما مرتين ، في كل هذه المباريات وقف السيد شوستر عاجزاً لايستطيع تغيير النتيجة ولا فعل شيء من أجل قلب نتيجة المباراة بل لقد انهزم الريال في مباريات كثيرة من فرق لعبت بنفس الأسلوب وهي التكتل الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة ، وفشل شوسترفي ضرب هذه التكتلات الدفاعية ، مع إنك لو سألت أي مدرب مبتديء كيف تقوم بفك التكتل الدفاعي سيقول لك إما عن طريق اللعب السريع أو اللعب على الأطراف أو الون تو أو التسديدات البعيدة !! فهل رأيت الريال يفعل ذلك في هذه المباريات !!!
بينما نجد على النقيض من ذلك كيف استطاع كابيلو أن يقود الريال إلى قلب تأخره أما كل من إشبيلية وإسبانيول وأمام مايوركا في المباراة الختا مية في الدوري إلى فوز!! ألم يستطع رافائيل بينيتز أن يقود ليفربول إلى تعويض خسارته أمام ميلان بثلاثية نظيفة إلى تعادل ثم فوز بضربات الجزاء في نهائي دوري الأبطال ، ياسادة الرجل ضعيف تكتيكياً وفنياً وغير قادر على إدارة المباريات ، هل يعقل أن يخسر الريال البطولات الثلاث التي خسرها وهي السوبر والكأس ودوري الأبطال على أرضه ؟!! بمعنى أن مباراة العودة الحاسمة كانت على أرضه !! بل كان الريال يحتاج إلى الفوز بهدف يتيم فقط أمام كل من مايوركا وروما ليتأهل ولكنه عجز عن ذلك ، ياسادة الريال فرط في فرصة ذهبية من أجل الجمع بين البطولات الثلاثة هذا العام !!! فالقرعة خدمته في الكأس ووضعته مع فرق ضعيفة بينما قابل برشلونة فرقاً مثل فياريال وفالنسيا ، كذلك في دوري الأبطال فروما نفسه لم يكن يحلم بالتأهل بل كان خائفاً من الريال في مباراة الذهاب في روما!! وأما الدوري هذا العام فإنه من أسهل المواسم التي رأيتها فبرشلونة مستواه متذبذب جداً وأقل من العام الماضي بكثير وكذلك معظم الفرق وعلى رأسها إشبيلية الذي كان ينافس في العام الماضي على اللقب حتى الأسبوع الأخير ، وهذا الهبوط في مستوى فرق الليجا يفسر لماذا كان الريال يحقق الأرقام القياسية في بداية الموسم !!!
على شوستر أن يرحل حتى لو فاز بالدوري!! وعلى الريال أن يُحضر مدرب بطولات وذو خبرة أوربية وهذا يتوفر في ثلاثة مدربين فقط إذا استبعدنا كابيلو المتعاقد حالياً مع المنتخب الإنجليزي !!وهؤلاء المدربون هم مورينهيووفينجر ورافائيل بينيتيز، فهل يتحقق ذلك ؟! . مع خالص اعتذاري للإطالة وتقبلوا تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته